-A +A
خالد السليمان
قرر أن يفتتح مطعماً، فلجأ لبرامج إقراض المنشآت الناشئة للحصول على رأس المال، وبدأ في تجهيز الموقع الذي استأجره وطلب العمالة التي ستشغله، كان يراهن على الجودة ليتميز ويجد له موطئ قدم في ساحة شديدة المنافسة !

ما لم يحسب حسابه، هو أن توريد المعدات يستغرق عدة أشهر قابلة للزيادة، بينما بدأ في دفع قيمة إيجار المحل وأجور بعض العمالة ورسوم عملهم قبل أن يبدأ التشغيل، كما أن الجودة تتطلب حصة تسويقية تغطي تكلفتها، فوقع في مأزق المصاريف التشغيلية دون أي تدفقات مالية من التشغيل، فبدأ رأسماله يتآكل ومخاوف الدَّين تحل محل آمال الربح، وبدأت فورة حماسه تتلاشى ويحل محلها القلق والتوتر، وبدلاً من أن يدير مشروعاً أصبح يدير ديْناً !


مشكلته أنه لم يقم بدراسة جدوى ناجحة، ولم يقدر المدى الزمني لمراحل تأسيس مشروعه بشكل صحيح، فتعثر قبل حتى أن يخطو !

من المهم أن يحصل مؤسسو الأعمال الناشئة وخاصة الشباب على الاستشارات اللازمة قبل بدء مشاريعهم وألا يستهينوا بجودة دراسات الجدوى، وحسب علمي أن هيئة «منشآت» تقدم خدمات الاستشارات وتقييم دراسات الجدوى ضمن برامج دعمها لرواد الأعمال الناشئة وأصحاب الأفكار، فهناك حرص من الدولة على نجاح الأعمال الناشئة وتشجيعها لتسهم في الاقتصاد الوطني والناتج المحلي !

أنصح كل صاحب فكرة مشروع تجاري أن يتأنى في خطواته ويستشير أهل الخبرة والتجربة، ولا يندفع خلف الأحلام دون ربطها بالواقع، وألا يقع في فخ مغريات الإقراض دون أن يرسم خارطة دقيقة لنفقاته والمدى الزمني لبدء التدفقات المالية لتشغيل مشروعه والوصول لنقطة التوازن بين مصروفاته وإيراداته، ليقف على أرض صلبة تحفظ لمشروعه الاستقرار والربح !

باختصار.. الأفكار مثل البذور، تحتاج لتربة صالحة وعناية فائقة، ونصيحة أمينة !